كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



ربه رجلا قابلت امتنع نزعها، لأن الأصل أنها لا تدخل إلا على النكرات (1)، فبقاء مدخولها النكرة مجرورا بعد نزعها دليل على إرادتها وهذا غير متحقق عند دخولها على الضمير، فلو نزعت لصار الضمير ضمير رفع ولم يبق ثمة دليل عليها، ولذهب الغرض الذي لأجله جرت رب الضمير، وهو إرادة تعظيم الأمر وتفخيمه (2).
ثانيهما: ألا تكون رب معطوفة على رب أخرى مذكورة قبلها (3)، فإن قلت: رب رجل عالم لقيت ورب رجل كريم صاحبت، وجب إظهارها.
ويبدو أن التبريزي (ت: 502هـ) لم يعتد بهذا الشرط حيث قال في قولي الشاعر (4):
باكرت لذتهم بأدكن مترع ** فسمي ما يدريك أن رب فتية

عجلت طبخته لرهط جوع ** ومعرص، تغلي المراجل تحته

قال: "ومعرص، يجوز أن يكون معطوفا على قوله: رب فتية، كأنه قال: ورب معرص" (5).
فاتضح مما سبق أن شرط قياس نزع رب هو أن يكون مدخولها اسما ظاهرا ليبقى بعد نزعها دالا عليها ببقاء عملها فيه فإن كان مدخولها الضمير فلا يجوز عندئذ نزعها، أما مجيء الأحرف قبلها فليس شرطا لنزعها وإنما هو الغالب في ما وردت فيه رب منزوعة.
ما نوع الأحرف التي تنزع بعدها رب، وبم يكون الجر أبرب المنزوعة أم بالأحرف المذكورة؟
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: كتاب سيبويه: 1 /427، 2 /108، والمقتضب: 4 /139، 150، 289.
(2) ينظر: شرح المفصل: 8 /28.
(3) ينظر: البسيط: 2 /868.
(4) البيتان للحادرة في: المفضليات: 46، وشرح اختيارات المفضل: 1 /228، وثاني البيتين بلا نسبة في: الخصائص: 3 /219، ولسان العرب (جوع).
(5) شرح اختيارات المفضل: 1 /288.